وقفات إيمانية مع أنفلونزا الخنازير
أن عظمة الإسلام تجلت عندما أمرنا الشارع الحكيم بالطهارة والتطهر من النجاسات والأدران فحض إسلامنا على الغسل مرة على الأقل كل أسبوع وهو غسل الجمعة وأمرنا بالغسل عند الجنابة وأمرنا بالوضوء الذي نغسل فيه أطرافنا وأجزاء من جسمنا مثل الرأس والوجه شاملا المضمضة للفم والإستنثار للأنف خمس مرات في اليوم والليلة وهو الأمر الذي ضرب رسول الله به المثل عن دور الطهارة في الوقاية من الأدران فقال صلى الله عليه وسلم ( أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شئ ؟ قالوا لا يبقى من درنه شئ ) ثم حبب إلينا إسلامنا غسل الأيدي قبل الأكل وبعده ، ثم جاء العلم الحديث ليخبرنا أن غسل الأيدي وغسل الأنف عن طريق الإستنثار من أفضل الطرق المساعدة في الوقاية من مرض الإنفلونزا
ذكر الله بعد العطس
المؤمن يدرك أن هذه الفيروسات خلق من خلق الله وهي لا تتحرك في كون الله ولا تحدث اثارها إلا بأمر من الله ولذلك عندما يعجز البشر في التعامل مع هذه الكائنات فليس أمامهم إلا أن يذكروا الله الذي خلق هذه المخلوقات ويستعينوا به عليها فإذا ما عطس إنسان أمره الإسلام بأن يذكر الله فإذا ما ذكر الله حسب حال الذاكر من الذكر فقد يسكن هذا الكائن ويتوقف عما يحدثه من أثار فقد قال الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله ) وقد تتعب لماذا الذكر بصيغة الحمد في هذا المقام ، لأن ذلك يذكرنا بحال الصحة التي كنا عليها قبل حال المرض فهذا أمر يحتاج إلى الحمد ثم إن قدرة الجسم على العطس تدل على قدرته على التخلص من اليكروبات الممرضة أثناء عملية العطس وهذا أيضا يستلزم الحمد ، ثم إن الحمد يدل على رضا العبد بقدر الله وإن كان على غير مراد العبد فيكتبه الله في الحامدين فيغرس له في الجنة أشجار غراس الحمد
يحتاج إلى الحمد ثم إن قدرة الجسم على العطس تدل على قدرته على التخلص من اليكروبات الممرضة أثناء عملية العطس وهذا أيضا يستلزم الحمد ، ثم إن الحمد يدل على رضا العبد بقدر الله وإن كان على غير مراد العبد فيكتبه الله في الحامدين فيغرس له في الجنة أشجار غراس الحمد
المرض والدعاء: والدعاء لون أخر من ألوان الاستعانة بالله عز وجل على شر كل ذي شر من خلق الله ، فكان الحبيب صلى الله عليه وسلم : يدعوا بهذا الدعاء ( اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت أخذ بناصيتها )ثم كان يدعو الله بأن يعافيه من الأمراض فيقول صلى الله عليه وسلم الله اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت ، وهذا كله من من باب التحصن والوقاية من الإصابات والأمراض التي قد تحدث للإنسان فإذا ما حدث ووقع المرض يدعو المرء لنفسه
( اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ) وكن عظمة الإسلام لا تدع المء يقف وحيدا في الميدان عند إصابته بالمرض بل تحض الأخرين على الدعاء للمصاب بالعطاس من باب المشاركة الوجدانية وتأصيل معاني الأخوة الإيمانية بقولهم يرحمك الله إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه فإذا ما زادت مرات العطس عن ثلاث مرات يدعون له بالشفاء ثم هناك دعاء أخر يدعو به المرء لأخيه المسلم عند المرض نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات
الداء والدواء
ولم يدع الإسلام أصحابه عند إصابتهم بالمرض هكذا هملا دون الأخذ بالأسباب المؤدية إلى الشفاء من الأمراض ،فأخبر الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم أمته ( إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ، ولا تتداووا بحرام ) وهنا تجد الحبيب يخبر أمته أن لكل داء دواء وأن على أمته أن تبحث عن هذه الأدوية وتتحرى النافع والجيد منها وتنبذ السيئ والرديء حتى تتحقق الفائدة من ورائها وتأخذ منها ما يدفع الداء شريطة أن يكون هذا الدواء حلالا.
وإذا مرضت فهو يشفين
ومع الأخذ بالأسباب فإن المؤمن يدرك أن الشفاء لا يكون إلا بأمر الله (وإذا مرضت فهو يشفين ) فكم صادف أن أخذ الإنسان الدواء ولكن ذلك لم يقابله الشفاء والدليل على ذلك تلك الحالات التي لم تستجب للعلاج بعقار (التاميفلو ) على الرغم من نجاحه أو تلك الحالات التي تصاب بالمرض رغم أخذ التحصين ضد المرض وذلك نظرا لفشل التحصين ومن ثم لا يفتن المرء بالأسباب على الرغم من طلب الأخذ بها وينسى مسبب الأسباب الذي بيده الأمر من قبل ومن بعد سبحانه وتعالى عما يشركون